يقام الليلة باستاد جابر، مسرحاً لختام مميز للموسم 2017-2018 بإقامة نهائي «اغلى الكؤوس» والذي يجمع بين اثنين من أكثر الأندية إحرازاً للقب في النسخ الـ 55 الماضية.
ويتخلف «الأخضر» بفارق لقب وحيد عن القادسية صاحب الـ 16 تتويجاً، وبالتالي، فإن تحقيقه الكأس، اليوم، سيضعه على قدم المساواة مع الغريم التقليدي. أما «الأبيض» فيأتي ثالثاً في الترتيب بـ 12 لقباً.
ولطالما حفلت المواجهات التي جمعت الفريقين في المسابقات كافة بالاثارة والندية والتنافس القوي، فكيف وهي تندرج تحت أغلى المسابقات المحلية على الاطلاق والتي تمثل أعلى نقطة في طموحات الأندية؟
ويسعى «الكويت» حامل اللقب، إلى مواصلة مشواره الناجح في الموسم الراهن وصولاً الى تحقيق ثنائية الدوري والكأس للموسم الثاني على التوالي، علماً بأنه ظفر بكأس «السوبر» في مطلع الموسم، على حساب القادسية.
وأفلت من «العميد» لقب كأس سمو ولي العهد بعد خسارته أمام القادسية بالذات بركلات الترجيح في النهائي، الامر الذي حرمه من تكرار «الرباعية التاريخية» التي كان انتزعها في الموسم الماضي.
أما العربي، صاحب السبق والريادة في تاريخ البطولة والذي احتكر لقبها في المواسم الثلاثة الأولى بين العامين 1962 و1964، فيتطلع الى استعادة الوصل مع الكأس التي غابت عن خزائنه 10 سنوات، وتحديداً منذ فوزه على السالمية 2-1 بعد الاعادة، في ختام الموسم 2007-2008، الأمر الذي أتاح لمنافسيه فرصة تقليص الفوارق معه، لا بل وتجاوزه لجهة عدد مرات التتويج باللقب.
وعلى صعيد آخر المباريات التي جمعت الفريقين في الموسم الراهن، فقد فرض «العميد» تفوقه الكاسح من خلال الفوز في المواجهات الأربع. في «دوري فيفا»، فاز «الكويت» في القسمين الأول والثاني بهدفين نظيفين، وفي الثالث 4-1، كما تغلب على خصمه في المرحلة الاولى لكأس ولي العهد 2-1، بيد ان هذا الأمر لن يرضي «العرباوية» الساعين الى كسر «عقدة الأبيض» وتحقيق الانتصار الأهم في مواجهات الطرفين هذا الموسم.
ووصولاً الى المباراة النهائية، خاض الفريقان مسارين متفاوتي القوة.
ففي حين لعب «الأبيض»، المتأهل تلقائياً الى الدور ربع النهائي، مباراتين مع الساحل والنصر، فقد أنهى الأولى بفوز عريض وبسداسية نظيفة، فيما عانى في الثانية قبل ان ينتزع الانتصار بهدف وحيد جاء في الدقائق الأولى في واحدة من أسوأ المواجهات التي قدمها «الكويت» في الموسم الراهن، نجد أن «الأخضر» خاض مسيرة صعبة بدأت بمواجهة من العيار الثقيل مع الغريم التقليدي القادسية هرب منها بفوز كبير وبثلاثية لحسين الموسوي، قبل ان يعاني الفريق امام برقان المجتهد وسط نقص عددي بسبب طرد لاعب الوسط طلال نايف، ويحسم بطاقة التأهل الى نصف النهائي بفضل هدف متأخر للموسوي أيضاً، قبل أن يصطدم بالسالمية ويتمكن من اقصائه بركلات الترجيح 3-1 بعد التعادل في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1 في لقاء شهد تألقاً لافتاً للحارس سليمان عبدالغفور.
فنياً، يبدو الفريقان في أتم الاستعداد لدخول «آخر معارك الموسم»، وينتظر من مدربي الفريقين، محمد إبراهيم «العربي»، ومحمد عبدالله «الكويت» ان يضعا عصارة خبرتهما في الاستعداد للقاء، سواء من حيث وضع النهج المناسب أو اختيار العناصر القادرة على تنفيذ الخطة والتكتيك الذي يرغب كل منهما في تطبيقه على أرض الملعب.
في «الكويت»، سيكون المدرب في حيرة وهو يختار التشكيلة التي سيخوض بها اللقاء، نظراً الى وجود أكثر من عنصر جاهز في الخطوط الثلاثة وحراسة المرمى.
ففي الحراسة، يتواجد الثنائي حميد القلاف ومصعب الكندري، وفي الدفاع حسين حاكم وفهد حمود والسوري حميد ميدو وفهد الهاجري وسامي الصانع بالاضافة الى فهد صباح العائد من الاصابة.
اما في الوسط، فيضم «الابيض» السيراليوني محمد كمارا وعبدالله البريكي وطلال الفاضل وشريدة الشريدة ويوسف الخبيزي وحسين الحربي وطلال جازع وفهد العنزي، فيما يتواجد في الهجوم الهداف يعقوب الطراروة والعاجي جمعة سعيد والأردني بهاء فيصل وعلي الكندري.
ويتمتع «العميد» بخبرة طويلة في خوض المباريات النهائية بعد ان فرض نفسه طرفاً شبه ثابت في هذه المواجهات في المواسم الأخيرة، ما يمنحه أفضلية على منافسه الذي غالباً ما يرزح تحت الضغوط في مثل هذه المناسبات، خاصة وانه سيكون مطالباً بإنقاذ موسمه وعدم الخروج خالي الوفاض وهو ما يعتد عليه «الجنرال» محمد إبراهيم في تجاربه الماضية سواء مع القادسية او «الكويت».
ويعتمد ابراهيم على عناصر الخبرة على غرار الحارس عبد الغفور وعلي مقصيد ومحمد فريح وطلال نايف وحسين الموسوي وعبدالله الشمالي والعاجي ابراهيما كيتا الذي اشركه في مركز قلب الدفاع بدلاً من مكانه المعتاد في الوسط المتأخر، وذلك بسبب النقص الذي يعاني منه الفريق في هذا الجانب.
ويأمل «الجنرال» في أن يكون مهاجمه النيجيري بوبي كليمنت (20 عاماً) في «يوم سعده» ويعالج مشكلة اهدار الفرص المحققة التي يعاني منها ووضعته في مرمى انتقادات جماهير النادي.
ويدرك مدرب العربي ان كسب معركة السيطرة على منطقة الوسط وحرمان منافسه من هذه الميزة سيمنح فريقه أفضلية كبيرة فنياً ومعنوياً، فيما العكس من ذلك في حال وضع الفريق نفسه تحت سيطرة «الكويت» وضغطه.