محمد صلاح يفوز بجائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي برصيد 32 هدفا
كتب – أكرم جلال الدين
أخيرا حسمت، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع تألق النجم العربي المصري محمد صلاح جناح ليڤربول الإنجليزي، في أولى مواسمه مع ناديه الجديد، خاصة بعد تجربته السابقة في <البريمير ليج> مع نادي <تشيلسي> التي لم يقدر لها النجاح، ولكن لكل مجتهد نصيب، فقد فعلها <الملك المصري> كما تنعته جماهير <الحمر>، وحقق المفاجأة غير المتوقعة وحصد لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز بصفة رسمية برصيد 32 هدفا.
إنجاز اللاعب المصري الخلوق محمد صلاح، ألقى بظلاله على كافة أرجاء الوطن العربي، وأصبح <صلاح> رمزا وأيقونة للشباب العربي، بصبره وجلده وتحمله للصعوبات والمشقات، ابتداء من مشواره الاحترافي في نادي <المقاولون العرب> مرورا ب<بازل السويسري>، ثم <تشيلسي> و<فيورينتينا> و<روما> وأخيرا وليس آخرا <ليڤربول>.
تطور <الملك المصري> على يد مدربه <كلوب>
تطور <صلاح> على مستويين، أولا: المستوى الذهني، وهو ما تمثل في تأقلمه السريع مع أسلوب الحياة في مدينة وإقليم مختلفين عما كان يتواجد فيه سابقا، وهنا يجب الإشادة بقدرة اللاعب العقلية في استيعاب المتغيرات المختلفة لما تتطلبه الحياة في إنجلترا كونها تختلف عن إيطاليا أو سويسرا سواء من ناحية الأطعمة أو التعامل الجمهور والإعلام وحسن اختيار التصريحات والتعليقات والألفاظ، وهو ما يؤكد وصول <صلاح> إلى مراحل النضج الذهني في هذا الموسم، دون بقية مواسمه الإحترافية المنقضية.
وأيضا في هذا الشأن، يجب الإشادة بإرادة اللاعب ورغبته في صنع مجده الشخصي وإثبات أن تجربته السابقة في <تشيلسي> الإنجليزي فشلت بسبب عوامل أخرى لم يكن له دخلا بها.
ثانيا: المستوي الفني والبدني، فسرعان ما ظهر على <صلاح> مدى التطور الفني الملحوظ (بفضل تعليمات مدربه الألماني يورجن كلوب)، وبالتحديد فيما يخص سرعة تأقلمه مع زملائه الجدد في فريقه الجديد، مرورا بالبرازيلي <كوتينيو> الذي غادر لنادي <برشلونة> الإسباني في انتقالات يناير الشتوية، ثم رفيقيه في خط الهجوم السنغالي <ساديو مانيه> والبرازيلي الآخر <فيرمينيو>، فضلا عن الإنجليزيين <تشامبرلين> و<ألكسندر أرنولد> والاسكتلندي <أندرو روبرتسون>.
إنجاز: <صلاح> ينصب نفسه الهداف التاريخي للدوري في موسم واحد
سجل صلاح أهدافه ال32 في كافة فرق الدوري الإنجليزي هذا الموسم (18 فريق)، باستثناء فريقين اثنين فقط، هما مانشستر يونايتد (الوصيف)، وسوانسي سيتي (الهابط إلى تشمابيونشيب)، فضلا عن تسجيله رقما قياسيا جديدا باسمه، كونه اللاعب الأكثر تهديفا بعدد 32 هدفا بنظام الدوري الإنجليزي الممتاز (الحديث) الذي يضم 20 فريقا، وكان الرقم السابق مسجل باسم <آلان شيرار> حينما كان يدافع عن ألوان بلاكبيرن روفرز، وأيضا باسم <كريستيانو رونالدو> بنفس عدد الأهداف حينما كان يلعب لفريق مانشستر يونايتد، وكذلك <لويس سواريز> لاعب ليفربول السابق، بعدد 31 هدفا لكلا منهم.
<صلاح> الظاهرة العالمية
على الرغم من خسارة صلاح المنافسة على الحذاء الذهبي الأوروبي، لمصلحة الأرچنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، إلا أنه أدى أفضل مواسمه على الإطلاق، وحتى الآن يأتي في المركز الثاني خلف <البرغوث> ميسي، إلا أن المجد ينتظره بعد 13 يوما من الآن، حين يلاقي فريقه <ليڤربول> نظيره <ريال مدريد> الإسباني في نهائي دوري الأبطال، وإذا ما تمكن ليڤربول من الظفر باللقب الغائب منذ عام 2005، سيسجل التاريخ اسم <صلاح> بحروف من ذهب، كونه سيصبح أول لاعب عربي ومصري يفوز بالبطولة الأوروبية الأغلى على مستوى الأندية بنظامها الحديث، وكذلك سيكون ثاني لاعب عربي بشكل عام يفوز بالبطولة ذاتها، بعد الأسطورة الجزائرية <رابح ماجر> الذي فاز بدوري الأبطال مع <بورتو> موسم 1987.
كما نجح <الملك المصري> في الصعود بمنتخب بلاده مصر إلى كأس العالم بعد غياب دام لمدة 28 عاما، لم تنجح مصر خلالها في المشاركة بكاس العالم في 6 دورات متتالية منذ آخر مشاركة لها في بطولة 1990، ليرسخ اسمه في أذهان كافة عشاق كرة القدم العالمية، كواحدا من أفضل لاعبي العالم على الإطلاق في الفترة الحالية، ويؤكد نفسه كظاهرة في عالم الكرة العالمية.
صلاح يحتفل مع أسرته بالحذاء الذهبي